يا شبيهي في التجلي والغيابْ
إنك اليوم لدينا موعد
ما بعده بعدٌ ولا بابْ
فلتدعْ ظلي يداريني بغصن باردٍ
ولتدعِ الريح تهب الآن من شرق العذابْ
* * *
قد أتينا حاملين الحزن من أرحام موتانا
فهل آتاك حزني سابحا
في بحر شوق واغترابْ؟
وأتينا من نشيد عابرٍ
فلتعدنا يا صدى الروح إلى صمت الترابْ
* * *
قال عنا البحر:
طفلان يمران وحيدين بهذا المنتهى
قلت:
وهل نحن بعيدان عن البحرِ
وعن سطر السحابْ؟.
قال عنا البدر:
منفيّان مرا ذات يوم من هنا
قلت:
وهل ثمة منفى غير جدران السرابْ؟.
قال عنا الليل ما لم يقلِ الظل
فعدنا مثلما جئنا
وقلنا:
آية الجرح وجوه في المرايا تتكسرْ
وأنين الجرح بوح يتكررْ
ثم قلنا:
سنعود اليوم مقتولَيْن بالوقتِ
فهل تسمع منفانا أيا ليلا تحجرْ؟.
سنعود اليوم من موتٍ بعيدٍ
فلتقلْ ما قاله الموج أيا صمتا تصحرْ